عودة الإنترنت والاتصالات إلى قطاع غزة: انفراجة مؤقتة أم استقرار دائم؟
في خضم الأزمات المتلاحقة التي يعيشها سكان قطاع غزة، شكّلت عودة خدمات الإنترنت والاتصالات في الآونة الأخيرة بارقة أمل لآلاف العائلات التي انقطعت عن العالم الخارجي لأسابيع، بل شهور، منذ بداية العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. ومع تكرار انقطاع هذه الخدمات الحيوية، يتساءل كثيرون: هل عودة الإنترنت والاتصالات إلى غزة دائمة؟ أم أننا أمام توقف مؤقت قد يتكرر في أي لحظة؟
انقطاع دام طويلًا.. عزلة داخل العزلة
منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، واجه السكان انقطاعات متكررة في خدمات الإنترنت والاتصالات، بلغت ذروتها بانقطاع شامل في فترات عديدة، كان آخرها انقطاعًا استمر لأيام متتالية، وسط قصف عنيف وقطع للإمدادات الأساسية. ووصفت منظمات حقوق الإنسان هذه الانقطاعات بأنها "تعتيم إعلامي متعمد"، يُعزل فيه المدنيون عن العالم ويُحرمون من أبسط حقوقهم في التواصل والاطمئنان.
![]() |
عودة الإنترنت والاتصالات إلى قطاع غزة: انفراجة مؤقتة أم استقرار دائم؟ وهل سينقطع الانترنت مجددا |
أسباب الانقطاع المتكرر
استهداف البنية التحتية: قصفت إسرائيل بشكل متكرر أبراج الاتصالات، ومراكز شركات الاتصالات، مما أدى إلى تدمير الشبكات أو تعطيلها.
هل سينقطع الإنترنت مجددًا؟
هذا هو السؤال الذي يُقلق الكثير من سكان غزة. والإجابة الواقعية هي: نعم، الانقطاع ممكن جدًا، بل متوقع في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي، وعدم وجود بنية تحتية محمية أو مستقلة.
طالما أن البنية التحتية عرضة للقصف.
وطالما أن مصادر الطاقة والربط الدولي تحت السيطرة الإسرائيلية.
وطالما لا توجد ضمانات دولية بعدم استهداف مراكز الاتصالات.
فإن احتمال انقطاع الإنترنت والاتصالات سيظل قائمًا، لا سيما مع غياب حل سياسي أو تهدئة شاملة.
الأثر الإنساني لانقطاع الإنترنت
لا يمكن التقليل من حجم المعاناة التي يخلفها انقطاع الإنترنت والاتصالات:
انقطاع التواصل بين العائلاتداخل غزة وخارجها.
صعوبة عمل المؤسسات الإنسانية التي تعتمد على تقارير فورية وتواصل مباشر.
حرمان المرضى من خدمات الرعاية عن بُعد والتواصل مع مستشفيات الخارج.
حجب الحقيقة عن العالم ومنع الصحفيين والنشطاء من إيصال صوت الضحايا.
ختامًا: إلى أين تسير الأمور؟
عودة الإنترنت والاتصالات إلى قطاع غزة في الوقت الراهن لا تعني بالضرورة نهاية المعاناة أو استقرار الوضع. هي فقط نافذة مؤقتة أعادت بعض الأمل للسكان، لكنها تظل مهددة بالإغلاق في أي لحظة.