📁 آخر الأخبار

تعرف على كل ما تحتاج معرفته عن مؤسسة غزة الخيرية: التمويل، المواقع، والتوجهات السياسية وكيف تحصل على المساعدات الانسانيه منها

 في الوقت الذي يعاني فيه سكان قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة نتيجة العدوان الإسرائيلي والحصار المستمر، برز اسم "مؤسسة غزة الخيرية" (Gaza Humanitarian Foundation - GHF) كلاعب جديد في مشهد الإغاثة. تأسست هذه المؤسسة وسط ظروف استثنائية، لكنها سرعان ما أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإنسانية، لما تحمله من أبعاد تتجاوز المساعدات الغذائية.

في هذا التقرير الحصري لموقعطموح فلسطين، نستعرض أبرز المعلومات حول المؤسسة، من حيث هيكلها الإداري، مواقع التوزيع، مصادر تمويلها، وتكلفتها التشغيلية، كما نطرح التساؤلات الحساسة حول إمكانية استخدامها لأغراض سياسية في الضغط على الحركات الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس.

مؤسسة غزة الخيرية: التمويل، المواقع، والتوجهات السياسية وكيف تحصل على المساعدات الانسانيه منها
 تعرف على كل ما تحتاج معرفته عن مؤسسة غزة الخيرية: التمويل، المواقع، والتوجهات السياسية وكيف تحصل على المساعدات الانسانيه منها 

ما هي مؤسسة غزة الخيرية (GHF)؟

مؤسسة غزة الخيرية هي مبادرة إنسانية تم إطلاقها بعد اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، بهدف توزيع المساعدات الغذائية بشكل مباشر لسكان القطاع، خاصة في المناطق الجنوبية. تدّعي المؤسسة أنها تركز على الوصول العادل والشفاف للمحتاجين، بعيدًا عن الوساطات والجهات المسلحة.

غير أن تركيبتها الإدارية، والجهات التي تقف خلف تمويلها، وعلاقتها الوثيقة بالجيش الإسرائيلي، تضع العديد من علامات الاستفهام حول استقلالية هذه المؤسسة ودوافعها الحقيقية.

من يشرف على المؤسسة؟ وما هي جنسياتهم؟

تتكون إدارة مؤسسة غزة الخيرية بالكامل من شخصيات غير فلسطينية، معظمهم من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. ويُشرف على عمل المؤسسة مجموعة من الأسماء المعروفة في مجالات الإغاثة والأمن، أبرزهم:

ديفيد بيزلي: المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأغذية العالمي.

نيت موك: المدير التنفيذي السابق لمنظمة World Central Kitchen.

جيك وود مؤسس فريق Team Rubicon للإغاثة.

جون أكري وديفيد بيرك: يعملان كمديرين ميدانيين لعمليات التوزيع داخل غزة.

غياب أي شخصية فلسطينية في إدارة المؤسسة يثير قلقاً واسعاً بشأن تمثيل المجتمع المحلي في عمليات الإغاثة، ويُعيد طرح السؤال: هل يمكن أن تُدار مشاريع إنسانية محلية بمعزل عن أصحاب الشأن؟

 ما هي مواقع مراكز التوزيع في قطاع غزة؟

بحب تقارير إعلامية، تهدف مؤسسة غزة الخيرية إلى إنشاء أربعة مراكز توزيع رئيسية في مناطق جنوب القطاع، على النحو التالي:

1. محور موراج– منطقة زراعية جنوب خان يونس.

2. منطقة كيسوفيم – قريبة من معبر أبو مطيبق.

3. نتساريم الجديدة – وسط غزة.

4. الشجاعية – هذا الموقع لا يزال محل خلاف ولم يُعتمد بعد بسبب اعتراضات أمنية إسرائيلية.

تسعى المؤسسة من خلال هذه المراكز إلى خدمة نحو 1.2 مليون نسمة (300 ألف شخص في كل مركز)، إلا أن الإجراءات الأمنية المشددة والتقنيات المستخدمة تثير مخاوف بشأن حرية الوصول وخصوصية المستفيدين.

 ما هي التكلفة التشغيلية للمؤسسة؟

وفقاً لمصادر مطلعة، تُقدر التكلفة التشغيلية لتوزيع كل وجبة غذائية عبر مؤسسة غزة الخيرية بـ **1.31 دولار أمريكي**. وتشمل هذه التكلفة:

 التغليف والتجهيز.

 النقل عبر مركبات مصفحة.

 فحص بيانات المستفيدين.

استخدام تقنيات متطورة مثل التعرف على الوجه.

يُذكر أن المؤسسة تتلقى تمويلاً من نحو 12 منظمة خيرية أمريكية، كما تعمل بشكل وثيق مع شركات أمنية خاصة، بعضها له علاقات مباشرة مع مؤسسات عسكرية وأمنية إسرائيلية.

 هل تتلقى المؤسسة دعماً من الجيش الإسرائيلي؟

رغم أن القائمين على المؤسسة ينفون وجود عناصر من الجيش الإسرائيلي في نقاط التوزيع، إلا أن التنسيق مع الجهات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية يتم بشكل مباشر، خصوصًا فيما يتعلق:

 بمراجعة كشوف المستفيدين.

ضمان عدم استفادة من تصفهم إسرائيل بـ"العناصر المعادية".

تأمين خطوط التوزيع عبر مناطق عازلة خاضعة للجيش.

 هل تُستخدم مؤسسة غزة الخيرية لأغراض سياسية؟

السؤال الأهم الذي يتردد بين الفلسطينيين:هل هناك أجندات سياسية خلف هذه المساعدات؟ وهل تُستخدم كأداة ضغط على حركة حماس؟

تشير مصادر دبلوماسية إلى أن المؤسسة قد تكون جزءًا من مشروع أمريكي–إسرائيلي يهدف إلى:

 فرض نظام إنساني موازٍ بعيد عن إدارة حماس.

 التحكم بالمساعدات الإنسانية لغايات سياسية.

تشكيل بديل عملي عن وكالة الأونروا أو الهيئات المحلية، يدار من الخارج.

وبينما تُطرح هذه التحليلات بحذر في الإعلام الغربي، إلا أنها تلقى رواجاً كبيراً بين الفلسطينيين، الذين أصبحوا أكثر وعيًا باستخدام المساعدات كأداة نفوذ سياسي.

 خلاصة وتقييم شامل

يمكن القول إن مؤسسة غزة الخيرية تمثل نموذجاً غير تقليدي للعمل الإنساني في المناطق المنكوبة، ولكنها في الوقت ذاته تفتقر إلى الشفافية، وتُتهم بانعدام التمثيل المحلي، ما يجعل مصداقيتها محل شك.

فبينما تُوفر المؤسسة وجبات غذائية ومواد إغاثية لمئات الآلاف من العائلات المحتاجة، إلا أن البُعد الأمني والسياسي في عملياتها لا يمكن تجاهله.

كلمة أخيرة:

المساعدات الإنسانية حق وليس منّة، ويجب أن تكون بعيدة عن أي توظيف سياسي أو أمني. في ظل الانقسام والعدوان المستمر، لا يمكن القبول بأن تتحول المساعدات إلى أدوات لتوجيه سلوك المجتمع أو فرض خيارات سياسية عليه.

تبقى مسؤولية المجتمع الدولي، ومنظماته الأممية، هي ضمان وصول آمن وإنساني للمساعدات، بعيدًا عن كل الحسابات والصفقات.

تعليقات